الدكتور محمد حبيب
امين عام اتحاد النحالين العرب
أهم المشكلات التي تواجه التنوع النحلي
يمثل النحل عنصرًا بالغ الأهمية في النظام البيئي، إذ يلعب دورًا رئيسيًا في تلقيح النباتات وزيادة الإنتاجية الزراعية. ومع ذلك، فإن النحل يواجه اليوم تهديدات حقيقية نتيجة للتغيرات البيئية والأنشطة البشرية المتزايدة.
الضغوط البيئية وتأثيرها على النحل
يعاني النحل الانفرادي، مثل نحل العسل، من ضغوط بيئية متزايدة أهمها:
فقدان البيئات الطبيعية الضرورية لبناء الأعشاش.
التغيرات المناخية مثل ارتفاع درجات الحرارة وقلة الأمطار، مما يؤدي إلى تراجع الغطاء النباتي الذي يعتمد عليه النحل في الغذاء والمأوى.
الاستخدام المفرط للمبيدات الزراعية، الذي له تأثير مباشر على صحة النحل وبقائه.
التمدد العمراني، حيث يسهم في تدمير الموائل الطبيعية التي يعيش فيها النحل ويؤدي إلى انقراض العديد من الأنواع التي لا يمكن تعويضها بسهولة.
على سبيل المثال، يلاحظ اختفاء أنواع مهمة من النحل مثل:
نحل Anthophora، وهو من أهم الملقحات لنبات الفول البلدي.
نحل Megachile، والذي انخفضت كثافته بشكل كبير بسبب هدم الحوائط الطينية التي كانت تشكل مأوى له واستبدالها بالبناء المسلح.
التمدد العمراني وإنذار بالخطر
أدى انتشار التوسع العمراني إلى تقليص عدد الأنواع البرية من النحل، وهو ما يُنذر بإمكانية فقدها بشكل دائم في المستقبل القريب. وهذا بدوره يشكل تهديدًا واضحًا على النظام البيئي الزراعي، لأن هذه الأنواع تسهم بشكل أساسي في تلقيح النباتات وزيادة إنتاجيتها.
الحاجة إلى استراتيجية مصرية لحماية النحل
من الضروري أن تدرك الدولة المصرية أهمية تنوع النحل وضرورة الحفاظ عليه، ليس فقط من أجل حماية البيئة، بل أيضًا من أجل ضمان الأمن الغذائي. فالنحل الانفرادي، رغم أنه لا ينتج العسل، يلعب دورًا بيئيًا لا يقل أهمية عن نحل العسل.
لهذا، فإن وضع رؤية استراتيجية وطنية لحماية النحل والحفاظ على تنوعه يعد أولوية ملحة. تتضمن هذه الاستراتيجية:
حماية الموائل الطبيعية للنحل.
تقليل استخدام المبيدات.
تنظيم التوسع العمراني بشكل صديق للبيئة.
رفع الوعي المجتمعي بدور النحل في الحفاظ على التنوع البيولوجي.